يرحلّ العظماء الأتقياء وتبقى سيرهمّ شاهدةً على تاريخهم تحكي شموخاً ، وقوةً تفردوا بها عن غيرهم ! أحدهم الذي لُقب " بالملك الصالح " وهو : الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود 

ولادته ونشأته :

وُلِد الملك خالد بن عبد العزيز، رابع ملوك المملكة العربية السعودية في الرياض سنة ١٣٣٣هـ/١٩١٤م، ونشأ في كنف والده ، فتعلَّم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في طفولته، ثم درس العلوم الإسلامية على يد نخبة من كبار العلماء ، وقد تركت تلك التنشئة الدينية أثراً طيباً على شخصيته وتصرَّفاته كما انعكست على إدارته عندما تسلّم مقاليد الحكم .

شخصيته و حياته : 

أسهم الملك خالد في شبابه في الأعمال التي قام بها والده الملك عبد العزيز من أجل توحيد أجزاء البلاد وتثبيت كيانها، أصبح نائب لأخيه فيصل في إمارة مكة المكرمة بعد ضم الحجاز ، كما شارك في كثير من القضايا الوطنية والسياسية المهمَّة فترأّس الوفد السّعوديّ أثناء المحادثات مع اليمن التي انتهت بمعاهدة الطائف بين البلدين سنة ١٣٥٣هـ/١٩٣٤م، كما عُيِّنَ – سنة ١٣٥٨هـ/١٩٣٩م – مساعداً لأخيه فيصل في مؤتمر المائدة المستديرة في لندن بخصوص القضيّة الفلسطينيّة. وبعد أن أصبح فيصـل بن عبد العزيز ملكاً للبلاد سنة ١٣٨٤هـ/١٩٦٤م، اختار أخاه خالداً نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وولياً للعهد، وقد صاحب الملك فيصل أثناء معظم مهامّه بالخارج .

ولما استشهد أخوه فيصل، بويع خالد ملكاً للبلاد في سنة١٣٩٥هـ/١٩٧٥م، فقدَّم لوطنه وأمته العربية والإسلامية الكثير من المشروعات الخيِّرة والمساعدات السخيَّة، وعمل عملاً دؤوباً في سبيل تحكيم الشريعة الإسلامية، ونشر الدعوة، والدفاع عن الأقليات الإسلامية ، وحلّ الخلافات بين الدول العربية.

وقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك خالد رخاءً ونهضة إنمائية عظيمة في مختلف المجالات، ومن الإنجازات العديدة التي تمّت في عهده إنشاء جامعتي الملك فيصل بالدمّام، وأم القرى بمكة المكرمة، ووزارة الصناعة والكهرباء، والهيئة الملكية الصناعية للجبيل وينبع، وبنوك التنمية الزراعية والصناعية والعقارية، والتوسع الزراعي والصناعي وتطوير القوات المسلحة والخدمات الصحية وزيادة مشاريع البنى التحتية.

وتقديراً لخدمات الملك خالد بن عبد العزيز الجليلة لبلاده أطلق اسمه علي العديد من المرافق؛ ومنها مطار الملك خالد، ومدينة الملك خالد العسكرية، وجامعة الملك خالد، ومستشفى الملك خالد الجامعي كما أنشأ أبناؤه “مؤسسة الملك خالد الخيرية” لتحقيق الغايات النبيلة للمبادئ ، والمثل والقيم التي سعى إليها والدهم من أجل خدمة الفرد والمجتمع، والرفع من مستواه الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني.

أبرز الجوائز التي نالها :

مُنِح الملك خالد جائزة الملك فيصل العالمية لعام ١٤٠١هـ/١٩٨١م ، وذلك لخدماته الجليلة للإسلام والمسلمين .

أبرز أعماله :

 دعى جَلالته للتضامن الإسلامي، وقام بالجهود المشكورة في سبيل جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم والذود عن مقدساتهم عمل دائباً على تحكيم الشريعة الإسلامية ونشر الدعوة.

وفاته :

تُوفِّي الملك خالد، رحمه الله، في مدينة الطائف سنة ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م .

وإلى هذا اليوم مازلنا نرى ماقام به رحل وشواهدهُ حاضرة لم تغبّ رحمهُ الله رحمةً واسعة